تستطيع المرأة السيطرة على الأعراض بتنظيم استهلاكها للكربوهيدرات والدهون
المتلازمة السابقة للحيض ... تقّلب في المزاج و ميل للبكاء!!
أ. د. محمد بن حسن عدار
تتأثر حوالي 80% من النساء في مرحلة من حياتهن وبدرجات متفاوتة بالمتلازمة السابقة للحيض Premenstrual syndrome. التأثيرات قد تكون معتدلة غير متكررة او متكررة ومعوقة. ولكي يتم تشخيص المتلازمة السابقة للحيض يحتاج الامر الى واحدة فقط من الاعراض التالية: انزعاج نفسي معتدل، امتلاء وزيادة في الوزن ، الم في الثديين عند لمسهما، تورم في اليدين والقدمين، اوجاع والأم متعددة، ضعف في التركيز، اضطراب في النوم وتغير في الشهية. تحدث الاعراض او احداها في الجزء الثاني من الدورة الشهرية اي في الاربعة عشر يوما التي تسبق بداية الدورة التالية. وتبلغ هذه الاعراض ذروتها قبيل بدء الحيض ثم تتوقف عادة عندما يبدأ تدفق الدم الحيضي قد تكون هذه الاعراض على اشدها في الاسبوع الدي يسبق الحيض مباشرة ولربما استمرت لاول يومين من النزف. رغم ان مجموعة الاعراض العضوية والسلوكية والعاطفية المنسوبة الى المتلازمة السابقة للحيض هائلة العدد حوالي 150فإن الاكثر شيوعاً بينها يمكن ان تصنف على نحو تقريبي إلى اربع مجموعات:
@ تارجح المزاج، قلق، توتر
@ اختزان السوائل يسبب ازدياد الوزن، انتفاخ الكاحلين، واصابع اليدين، شعور بانتفاخ في البطن ووجع في الثديين.
@ اكتئاب، ميل للبكاء، تشوش وارق.
@ اشتهاء للكربوهيدرات وبصورة خاصة الحلويات، زيادة في الشهية للطعام، خفقان سريع وقوي، احساس بالثقل ودوخة وصداع.
على الرغم من ان السبب متعلق بالتقلبات الهرمونية للدورة الحيضية فان احداً لا يستطيع الجزم بكيفية استثارة الاعراض وبالعوامل التي تحدد اياً من النساء ستصاب بايً من الاعراض. من المحتمل ان يكون بعض النساء بطبيعتهن أكثر حساسية للتأثيرات الهرمونية او انهن أصبحن كذلك مع تقدمهن في العمر وتصاعد التغييرات في مستويات الهرمون مع الوقت لذلك تستطيع بعض النساء السيطرة على اعراض المتلازمة السابقة للحيض عن طريق تنظيم استهلاكهن من الكربوهيدرات والدهون.
تظهر ثم تختفي
إن الأعراض التي تظهر ثم تختفي في النصف الاول من الدورة الحيضية يستبعد ان تكون مرتبطة بالمتلازمة السابقة للحيض وينبغي إخضاعها لتقييم طبي لايجاد مسبباتها. القلق والحزن على سبيل المثال قد لايكون لهما أي علاقة بالمتلازمة المذكورة، وقد يرغب الطبيب بالتأكد من عدم وجود أسباب من قبيل مشكلة عضوية غير ظاهرة او مشكلة شخصية كوضع عائلي سيء مثلاً الآلام الحوضية المتكررة ليست بأية حال عائدة الى المتلازمة السابقة للحيض وهي تحتاج إلى إجراء فحوصات كاملة. قد تشعر بعض النساء بالمتلازمة السابقة للحيض لاول مرة إذا اقتربن من سن اليأس حين تهبط مستويات الهرمونات التناسلية. لكن جميع المشاكل الناتجة بشكل مباشر عن تغيرات سن اليأس يكون من المرجح أن تستجيب بشكل افضل لعلاجات معينة مثل العلاج بالهرمون البديل. وللتحقق من وجود صلة بين الأعراض وبدء الدورة الحيضية سيقترح الطبيب على الارجح ان تقوم المريضة بتدوين ملاحظات يومية على مدى شهرين كما سيطلب تسجيل الوقت الذي حدثت فيه الاعراض ومستوى حدتها والفترة التي استمرت عبرها وما إذا كانت منعت المريضة من مزوالة نشاطاتها المعهودة.
ولتهدئة الأعراض فإن على المريضة ان تحاول من تخفيض استهلاك الملح الذي يشجع على الاحتفاظ بالسوائل كما يجب تجنب تناول الشاي والقهوة ومعظم نكهات الصودا التي تحتوي على الكافيين ويمكن ان تثير التوتر والقلق. يجب على المريضة وضع خطة لتناول عدة وجبات صغيرة في اليوم مرتكزة على الكربوهيدرات المركبة مثل خبز الحنطة الكاملة والارز الاسمر والمعجنات والحبوب والبقول والتقليل من تناول الاطعمة الذهنية والسكرية إلى ادنى الحدود فهذا يجب أن يمنع التأرجح الكبير في مستويات جلوكوز الدم الذي يمكن أن يساهم في حدوث اعراض نفسية وعضوية. كما يجب الأكثار من تناول الثمار والخضار الطازجة بشكل يومي وذلك لتساعد على توازن جلوكوز الدم وعلى منع الإمساك. ان الأطعمة المحتوية على تريبتوفان الحامض الأميني تزيد من السيروتونين الذي يتحكم بعامل الشعور بأن كل شيء على ما يرام.
التمرين الرياضي
ان التمرين الرياضي الذي يجعل المرأة تلهث قليلاً وتعرق سيرفع انتاج الاندورفينات وهي الافيونات الطبيعية للجسم التي تهدىء الاوجاع والآلام وتعدل المزاج. سوف تساعد المريضة الأشكال اللطيفة من التمارين الرياضية مثل الاسترخاء وتخفيف القلق والتمتع بالوقت الكافي للاهتمام بالنفس يعتبر عامل اساسي في مساعدة المريضة لمواجهة اعراض المتلازمة السابقة للحيض.
بينما يتم تشخيص المتلازمة للحيض عادة من قبل طبيب الامراض النسائية والتوليد والاطباء في العيادات الاولية، فان الاضطراب القلق السابق للحيض premenstrual dysphoric disorder (PMMD) هو تشخيص نفسي ومتعلق بالصحة العقلية. إضافة إلى اعراض المتلازمة السابقة للحيض، يمكن أن تحدث لدى المرأة تغيرات في المزاج تشتد حدة في آخر الفترة الصفراء من الدورة الحيضية لتعيق مقدرتها على القيام بعملها في البيت او في الوظيفة. ان التأثير هنا يشابه تأثير حالة الاكتئاب الحاد و يحتاج الى المعالجة بالعقاقير.